قصة عائلة ليكوف, العائلة التي لم ترى البشر لمدة 40 سنة

هل قال لك أحد يوما أنه لم يسمع بشئ اسمه الحرب العالمية الثانية ؟بالتأكيد لو سمعتها من أحد ستضحك عليه وتستغرب منه فمن منا لم يسمع بالحدث الذي مس العالم بأكمله جزء منه بصفة مباشرة والجزء المتبقي بصفة غير مباشرة،حسنا هذا غريب بعض الشيء ماذا إن غيرت السؤال هل سمعت يوما بشخص يعيش منعزلا عن بقية البشر دون أي احتكاك معهم بل دون رؤيتهم أبدا ؟بطبيعة الحال ستقول هذا شبه مستحيل فنحن كائنات إجتماعية بطبعنا ولايمكننا أن ننعزل عن البقية بهذه الطريقة ،ولكن هناك من خرق هذه القاعدة هناك من عاش بمعزل عن البقية لمدة 40 سنة وهذا هو الموضوع الذي سأتحدث عنه هذه المرة بإذن الله .

نموذج لمنزل عائلة ليكوف في أحد المتاحف

تعود القصة إلى سنة 1978 بروسيا بالظبط في سيبيريا،لما كانت طائرة تحوم فوق تلك الغابات التي تتجاوز مساحتها آلاف الكيلومترات وتبعد بمسافة تتجاوز 150 ميل عن أقرب تجمع سكاني ،الطائرة كانت تحمل علماء بيولوجيون يقومون بدراسات في تلك المنطقة التي اعتقدوا أنه من المستحيل أن يعيش فيها أي إنسان،فجأة لاحظ الطيار الروسي الذي يقود الطائرة كوخا صغيرا وسط كل تلك الأشجار ،لما بدأ هؤلاء العلماء يتفقدون تلك المنطقة ظنا منهم أن ذلك الكوخ مهجور منذ سنين وسنين بدأت ملامح الحياة تظهر لهم هناك حيث وجدو بقايا بعض الخضر والنباتات وكانت الصدمة الكبرى لما وجدوا أناسا داخل الكوخ الصغير ،أولئك العلماء كانوا مصدومون والعائلة داخل الكوخ كانت أكثر صدمة منهم فهم لم يروا أي أشخاص منذ 40 سنة فما بالك بطائرة ومن كثرة الخوف رفضوا الكلام مع أولئك العلماء بل ورفضوا الطعام والملابس التي قدمت لهم رغم أن لباسهم كان أشبه بلباس العصر الحجري إن لم يكن أسوأ منه ،بعد أن اكتسب العلماء ثقتهم وأزالوا الخوف منهم بدأت القصة تتضح فهذه العائلة إسمها عائلة ليكوف وبعد تعرض طائفتهم للإضطهاد خاصة في فترة حكم ستالين في الثلاثينيات هاجروا إلى هذه الغابة وبالضبط سنة 1936 وبنوا ذلك الكوخ وهم يعيشون فيه منذ ذلك الوقت ،كانوا 5 أفراد لما هاجروا الأب (ليكوف) وزوجته وابنه ذو تسع سنوات وابنته ذات الربيعين ولما عاشوا هناك أنجبوا ابنا وابنة لم يروا من البشر إلا عائلتهما.
 كل محاولات ترحيل هذه العائلة باءت بالفشل فهم رفضوا الرحيل عن ذلك الكوخ بالرغم من الظروف السيئة التي يعيشون فيها هناك .
بقلم :Yassin Assimi