مدونة إلكترونية الهدف منها تقريب القارئ من مواضيع في مجالات مختلفة

اخر المواضيع

الثلاثاء، 31 يناير 2017

الكلب GUNNER... جرس الإنذار الأسترالي .

بيرسي ويستكوت مع الكلب gunner
بيرسي ويستكوت مع الكلب gunner
كثيرا ما نشاهد أفلاما تتحدث عن حيوانات تكون بمثابة أبطال لأصحابها،تارة تنقذهم وتارة أخرى تقوم بفعل بطولي ما،إلا أننا لم نرى حيوانا في الواقع تكون فيه صفات مشابهة،موضوعنا هذه المرة سيكون عن أحد هذه الحيوانات .
الكلب المدفعي (Gunner)هو واحد من أبطال الحرب العالمية الثانية،هذا الكلب لم يكن يقوم بعمل بطولي بسيط كإنقاد صاحبه أو شيء من هذا القبيل،هذا الكلب كان يقوم بإنقاذ العشرات إذا لم نقل المئات من الأشخاص كل مرة .
غانر هو كلب أسترالي أسود وأبيض يتمتع بحاسة سمع قوية إذ كان بمقدوره سماع طائرات العدو قبل وصولها بمدة طويلة،تعود قصة هذا الكلب إلى الحرب العالمية الثانية بعد قرابة شهرين من قصف القوات الجوية اليابانية لقاعدة بيرل هاربور الأمريكية في هاواي،فقامت القوات اليابانية بعد ذلك بقصف أستراليا،في التاسع عشر من فبراير 1942 شنت القوات الجوية اليابانية هجوما على القاعدة العسكرية "داروين" في أستراليا،الهجوم خلف خسائر فادحة سواء في أرواح الجنود أوالسفن ،فور انتهاء الهجوم ذهب الجنود يبحثون عن ناجين من القصف،بيرسي ويستكوت أحد هؤلاء الجنود وجد كلب رعي أسترالي تحت الأنقاض.
لما جر ويستكوت الكلب من تحت الأنقاض وجده مكسور الرجل إضافة إلى أنه كان ينزف،أخد ويستكوت الكلب وذهب به إلى الطبيب الذي رفض علاج الكلب باعتباره ليس فردا من الجيش ولا يتوفر على اسم أو رقم تسلسلي،وهناك سمى ويستكوت الكلب باسم  (gunner) وأعطاه الرقم التسلسلي 0000،الطبيب قام بتضميد الكلب وعلاجه .
منذ ذلك اليوم الكلب gunner لم يفارق ويستكوت وبعد أن تعافت رجل الكلب أصبح يرافق ويستكوت إلى مهامه اليومية ،في أحد الأيام لما كان ويستكوت يصلح إحدى الطائرات في القاعدة الجوية(داروين) كان الكلب ينبح يقفز ويدور حول ويستكوت لكنه تجاهله ولم يعره انتباها،بعد بضع لحظات بدأ اليابانيون يقصفون القاعدة مرة أخرى،لحسن حظهم ويستكوت وgunner نجوا من القصف،بعد مرور بضعة أيام قصف اليابانيون القاعدة للمرة الثالثة،والكلب كان يقفز وينبح قبل القصف ولكن لم يعره أي من الجنود انتباها.
بعد يومين بدأ اليابانيون القصف مجددا ولكن هذه المرة ويستكوت عرف ما سيحدث فور أن بدأ الكلب بالنباح والقفز فقاما بالإحتماء قبل أن يبدأ القصف.
من الواضح أن حاسة السمع لدى هذا الكلب كانت أقوى بأضعاف من حاسة السمع لدى الكلاب الأخرى فقد كان نباحه يبتدأ قبل بداية الهجوم بعشرين دقيقة.
وبذلك أصبح gunner جرس الإنذار الأول لكل من في القاعدة حيث قام ويستكوت بتدريب gunner على التفريق بين طائرات العدو وطائرات الحلفاء.الكلب gunner كان موثوقا به إلى درجة أن أحد الظباط في القاعدة أعطى موافقته لويستكوت بدق جرس الإنذار كلما أبدى كلبه ردة فعل مماثلة.
بين سنتي 1942 و 1943 شن اليابانيون أكثر من ستين غارة جوية على قاعدة داروين وأنذر الكلب القاعدة قبل بداية كل واحدة من هذه الغارات وبذلك أنقذ أعدادا كبيرة من الجنود وبفضل تدريب صاحبه، الكلب لم يبدي أبدا أية ردة فعل عند إقلاع الطائرات الأسترالية أو رجوعها إلى القاعدة.
وبذلك كان gunner واحدا من أهم الأفراد في القاعدة الجوية فكان ينام بجوار ويستكوت ويأكل معه ويستحم معه إضافة إلى كونه يقف عند مهبط الطائرات عند الإقلاع ،وبعد 18شهرا تم نقل ويستكوت إلى القاعدة الجوية ميلبورن ولكن gunner بقي في قاعدة داروين وتم الإعتناء به إلى نهاية الحرب .
بقي مصير هذا الكلب مجهولا بعد نهاية الحرب .
بقلم :Yassin Assimi.
لا تنسوا مشاركة الموضوع إذا نال إعجابكم .
المصادر بتصرف :
مصدر1
مصدر2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad