ربما قد تكون توقعت أن العنوان خاطئ لما قرأته،علميا من المستحيل أن يبقى أي شخص عادي دون نوم لبضعة أيام فما بالك ب 40 سنة أليس كذلك؟ أنا متفق،هذا صحيح ولكن هذا بالنسبة لشخص عادي،الشخص الذي سأتحدث عنه ليس عاديا،فهو يمكنه أن يعيش بدون نوم بشكل عادي دون عياء او شيء من هذا القبيل،ببساطة لديه القدرة أن يعيش حياة طبيعية بدون نوم،بصيغة أخرى إنه يعيش حياته أطول منا.أثبتت الدراسات العلمية أن الشخص العادي ينام قرابة ثلث حياته،النوم هو واحد من أهم الأشياء الذي يحتاجها الكائن البشري من أجل العيش،الدراسات أثبتت أن النوم ليس مجرد فعل روتيني نقوم به كل ليلة وإنما هو وظيفة ضرورية تقوم بشفاء بعض الخلايا وتجديدها دون أن نشعر بذلك،قد تكون سمعت بأن الشخص عندما لا ينال النوم الكافي يبدأ في فقدان عقله ويتكلم بشكل غير منطقي،حسنا هذا صحيح بالإضافة إلى أشياء أخرى كالهلوسة وعدم التحكم بالحواس وفقدان الوزن وتوهم أشياء غريبة وبطبيعة الحال يؤدي إلى الموت في بعض الأحيان،ولكن كل هذه الأشياء الذي ذكرتها سابقا لا تنطبق على بول كيرن،بول بإمكانه العيش بدون نوم حرفيا دون أن تتدهور صحته أو يصاب بأمراض تسببها قلة النوم،ببساطة يعيش مثلنا ولكن دون نوم.
بول كيرن عاش لمدة 40 سنة بدون نوم،ولكن هذه الميزة التي امتلكها بول لم تكن فطرية.
تعود أصول هذه القصة إلى سنة 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى،جندي هنغاري كان يقاتل في الجبهة لما أطلق عليه جندي روسي النار،الرصاصة أصابته في رأسه وأزالت قطعة من الفص الأمامي،بعد إصابته تم نقل بول إلى مستشفى لمبرغ،ومنذ أن استفاق من العملية الجراحية لم يعد إلى النوم بعد ذلك.
بروفيسور في جامعة بودابست قام بعلاج ودراسة حالة بول كيرن ولكن لم يقدر على تفسير ما أصابه.
الأطباء لم يتركوا حلا لم يجربوه لجعل بول ينام، جربوا معه أدوية للنوم وقاموا بتخديره و..و.و.. ولكن لم ينجحوا في جعله ينام ولم يقدروا حتى على جهله يغفو أو يتثاءب.
توقع الأطباء بعد ذلك أن بول لن يعيش مدة طويلة في ظل حالته،نظريا كانوا محقين ولكن بول خلق المفاجأة وعاش أطول مما توقعوه،عاش لمدة 40 عاما بعد ذلك وحصل على وظيفة وعاش حياته بل واستمتع بها لكونه يملك وقتا أطول من أي شخص آخر.
بول كرن توفي سنة 1955 بعد أن غيرت الرصاصة التي أصابته حياته بأكملها.
قد تكون قد تفاجأت بهذه القصة وقد يتبادر إلى ذهنك أنها خاطئة ولكن صدقني إنها حقيقية ويمكنك أن تبحث عنها وإذا بحثت ستجد حالات أخرى ولكن أغلبها غير موثق طبيا مثل حالة بول كرن .
بقلم: Yassin Assimi .
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق