باستوي...أغرب سجن في العالم

جزيرة باستوي

سجن باستوي Bastøy بالفعل هو سجن غريب من نواحي متعددة ،ليس فقط في طريقة عقاب المساجين بل أيضا في المبادئ التي تأسس عليها فنحن نعرف أن معظم السجون تتسم بالقسوة والقوة حيث أنها تخلف تأثيرا كبيرا على نفسية المساجين والبعض منهم يكون أكثر خطرا من ماكان عليه لما دخل السجن ،ولكن على العكس سجن باستوي يمثل العكس تماما،يمكن أن نعتبره النسخة اللطيفة من سجن ألكاتراز،عوض أن يحرم المساجين من الحرية هو يوفر لهم حرية أكبر مما نتمتع بها نحن،عوض أن يقسو عليهم يجعلهم يحسون بأنهم في ديارهم.
تابعوا معي هذا الموضوع لتعرفوا المزيد عن هذا السجن .
سجن باستوي هو سجن نرويجي يتواجد على بعد قرابة 50 ميل من الساحل النرويجي على مساحة تقدر بميل مربع يسجن فيه ما يصل إلى 115 سجين،السجن عبارة عن جزيرة (جزيرة باستوي). الجزيرة تم تحويلها إلى سجن مخفف الحماية إذا لم يكن منعدم الحماية على الإطلاق،انتم تستغربون أليس كذلك؟سجن مخفف الحماية إلى هذه الدرجة، أهذا معقول ؟ولكن هذا حقيقي بالفعل فإذا كانت معظم السجون تقسو على المساجين لتربيتهم فسجن باستوي ينهج سياسة تعتمد على جعل السجناء يعيدون تأهيل أنفسهم بأنفسهم إن صح القول، وعوض الإعتماد على الحراس المسلحين يعتمد على حيوانات ومواشي يقوم السجناء بتربيتها ورعايتها كأنها ممتلكاتهم ،وعوض أن يسكنوا في زنزانات فهم يسكنون في أكواخ تكون بحوزتهم مفاتيحها،المساجين يعملون قرابة سبع ساعات في اليوم وتكون لديهم مهمات في مزرعة السجن يقومون بها،في أوقات فراغهم بإمكانهم الذهاب للسباحة أو ركوب الخيل أو صيد السمك إضافة إلى لعب التنس، كما تتواجد مكتبة في الجزيرة بإمكانهم انتقاء ما يشاؤون من الكتب هناك،كما أن وجبات الطعام يتم تحضيرها من طرف طباخ(شيف) محترف ويكون أيضا لديهم الخيار لتناول ما يشاؤون حيث تكون هناك لائحة طعام يختارون منها مايرغبون في تناوله.
والغريب في الأمر أن هذا السجن لا يسجن فيه أشخاص اقترفوا جرائم بسيطة بل كبار المجرمين منهم مغتصبون وتجار مخدرات ومهربون وقتلة،هذا السجن هو حلم أي معتقل .
قد يرغب الكثير من الناس بدفع المال من أجل قضاء عطلة في مكان كهذا أليس كذلك ؟أوبالأحرى أليس من المفروض أن يتم معاقبة السجناء ومرتكبي الجرائم عوض أخدهم إلى مكان أشبه بالمنتجع السياحي ؟

سجن باستوي

حسنا ما الهدف من السجن أصلا ؟الهدف هو إعادة تأهيل السجناء وتكوينهم لعدم الرجوع إلى عالم الجريمة أليس كذلك ؟من هذه الجهة كل الإحصائيات أثبتت نجاعة هذا السجن،في كل سجون أوربا نسبة 79% يعودون إلى إرتكاب الجرائم بعد خروجهم من السجن أما في سجن باستوي فنسبة من يعود إلى الجريمة لا تتجاوز 16%،أليس هذا مثالا للسجن الناجح وإعادة التأهيل.
لما سئل أرن كفيرنيك نيلسون آمر هذا السجن ووزير سابق أجاب "إذا أنشأنا منتجعا للمجرمين عوض سجن فما الخطب في ذلك؟يجب علينا أن نعمل على تخفيض نسبة المجرمين عند إنشائنا للسجون أليس كذلك ؟إذا لم تكن السجون الموجودة تصلح لذلك الغرض فإن كل ما تفعله هو إبعادنا عن الإنسانية حين نعاقب السجناء".
أتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم واستحسانكم،لا تنسوا مشاركته.
بقلم :Yassin Assimi .