مدونة إلكترونية الهدف منها تقريب القارئ من مواضيع في مجالات مختلفة

اخر المواضيع

الاثنين، 20 فبراير 2017

الوحدة اليابانية 731..وحدة الجحيم

لا شك أن أول ما يتبادر إلى ذهننا عندما نتحدث عن التجارب الشنيعة على الإنسان هو النازيون وما كانوا يقومون به من تجارب مختلفة أودت بحياة عدد كبير من الأشخاص من الأسرى الجنود،ولكن في الحقيقة النازيون لم يكونوا الوحيدين الذين يقومون بتجارب بشرية تخرق  حقوق الإنسان.
الوحدة اليابانية731 هي المسؤولة عن أعداد لا تحصى من التجارب البشرية والتي لا يزال بعضها غير معروف إلى حد الآن،واعتبرت التجارب التي قامت بها من بين أكبر أسرار الحرب العالمية الثانية لأنها لم تصبح معروفة للعامة إلى بعد عقود من نهاية الحرب نظرا للسرية الكبيرة التي اتسمت بها.
الجنرال شيرو إيشي
الجنرال شيرو إيشي
كان الدكتور الجنرال الملازم شيرو أيشي هو من ترأس الوحدة 731 والذي أعطيت له صلاحيات كبيرة لاستعمال كل الطرق من أجل اكتشاف أسلحة بيولوجية جديدة لم تكن معروفة وكذلك إجراء تجارب على الأسلحة البيولوجية التي استعملت خلال الحرب العالمية الأولى لدراسة تأثيراتها على البشر.
درس شيرو إيشي الطب بجامعة كيوتو في اليابان،قضى حياته المهنية كطبيب في الجيش الإمبراطوري الياباني بداية بطبيب جراح سنة 1921 وفي غضون سنة 1945 كان قد ارتقى إلى جنرال رقيب في الجيش،وليصل إلى هذه الرتبة خلف إيشي ورائه أطرافا بشرية ودماءا واقترف جرائم أقل ما يقال عنها أنها بشعة في سبيل الإرتقاء في الجيش الإمبراطوري.
كان إيشي في بداية مسيرته المهنية مهووسا بالأسلحة البيولوجية وخاصة التي استعملت في الحرب العالمية الأولى ودراسة تأثيراتها على الإنسان وفي سنة 1932 وصلت هذه المسيرة إلى ذروتها عندما تم تعيينه لرئاسة فرع الأسلحة البيولوجية في الجيش وتمثلت مهمته في محاولة اكتشاف أنواع جديدة من الأسلحة البيولوجية ودراسة تأثيرها على البشر وأعطي الضوء الأخضر للقيام بتجارب بشرية في إحدى المخيمات السرية.
ضحايا الوحدة 731في سنة 1936 بعض السجناء تمكنوا من الفرار من المخيم وانتشرت الأخبار عن الأشياء الفظيعة التي قام بها الدكتور إيشي فأظطرت الحكومة اليابانية لتدمير المخيم وإخفاء كل الدلائل الموجودة ،وبعد ذلك عندما بدأت اليابان باحتلال الصين نقلوا تجاربهم إلى بيونغ فانغ وهي منطقة في الصين وعينوا إيشي مديرا للعمليات.
كان بحوزة إيشي مركب وصلت مساحته إلى 2ميل مربع وضم قرابة 150 مبنى وكان يضم أكثر من 400 سجين.هذا السجن كان يعرف بالوحدة 731،كل العمليات التي قام بها اليابانيون في هذه المنطقة كانت تحت غطاء "البحث عن مصادر جديدة للمياه ومحاربة الأمراض"تفاديا لأي مشاكل مع البلدان الأخرى.
ما بين سنتي 1942 و 1945 قام إيشي بتجارب صادمة وبشعة لم يرى العالم مثيلا لها من قبل،كل تلك التجارب والتعذيب كانت تحت اسم العلم ومحاربة أعداء الإمبراطورية اليابانية وكل تلك العمليات تم توثيقها وتسجيلها من أجل دراستها.
أسرى الحرب الصينيين لم يكونوا كافيين بالنسبة للجنرال إيشي،فهو أراد فئران تجاربه إن صح القول أن يكونوا ذوي جينات مختلفة فقام بجعل الشرطة تحضر له كل السجناء من المناطق المعادية لليابان وكل من اشتبه في تورطه في أنشطة مشبوهة وهؤلاء السجناء كانوا رجالا ونساءا وأطفالا وحوامل،الشرطة اعتقلت آلاف الضحايا وسلمتهم للوحدة 731 وإلى الجنرال إيشي الذي لم يظهر أي رحمة لهم وقام بإجراء التجارب على كل واحد منهم .
ضحايا الوحدة 731كان بحوزة الوحدة 731 مجمد تصل حرارته إلى 50 درجة تحت الصفر من أجل تجميد الأطراف البشرية التي يخلفونها من تجاربهم وضحايا آخرين تم تجميدهم حتى وصلوا إلى مرحلة الموت وآخرون تم إطلاق الرصاص عليهم في البطن لكي يتدرب الأطباء على استخراج الرصاصات منهم  وتم إزالة كبد بعض السجناء لتحديد المدة التي قد يعيشونها قبل أن يموتوا، وقاموا بقطع شرايين البعض لدراسة نزيف الدم وفي بعض الأحيان قامو بإزالة بعض أطراف الجسم ثم اعادو ربط الجسم بطريقة أخرى  مثلا إزالة المعدة وربط الأمعاء مباشرة بمدخل المرئ ووضع بعض السجناء في غرف عالية الظغط لتحديد المدة التي سيبقون فيها أحياء قبل أن تنفجر فيها اعضائهم وتم تعريض بعض منهم إلى إشعاعات وحقن بعضهم بدم الحيوانات وآخرون حرقوا أحياء.
تم تصنيع مجموعة من الفيروسات والبكتيريا في مختبرات الوحدة 731 كالكوليرا والانتراكس والتيفوئيد ... وحقن السجناء بها معتقدين أنها مجرد لقاحات وأنجزوا عليهم مجموعة من التجارب قبل موتهم.
ولدراسة تأثيرات القنابل والإنفجارات تم ربط السجناء بسلاسل في العراء وبدؤوا في تفجير القنابل على مسافات مختلفة منهم وخلال ذلك قام الأطباء بارتداء بذلات واقية من القنابل من أجل توثيق حالات السجناء الذين يحتضرون.
التجارب الشنيعة التي قامت بها هذه الوحدة لم تكن مقتصرة فقط على السجناء المحتجزين بل قاموا بتطوير تقنيات إطلاق الفيروسات والأمراض المميتة وغيرها من الأسلحة البيولوجية عن طريق الطائرات وقاموا بقصف مدن صينية من الأبرياء كما قام الجنرال إيشي بتسميم مصادر المياه في الصين وقام بتسميم أطعمة وحلويات أعطيت للصينيين الفقراء كتجربة للأسلحة البيولوجية التي صنعوها والصينيون أخدوها بكل لهفة معتقدين أنها مجرد مساعدة من الجيش الياباني،وبعد موت الضحايا الأبرياء
ضحايا الوحدة 731 تم أخدهم إلى المختبرات من أجل الفحص والدراسة،تراوح عدد ضحايا الوحدة 731 الذين تم تعذيبهم وقتلهم ما بين 3000 و 12000 شخص وأغلبهم كانوا جنودا سوفيات تم أسرهم أما من تعرضوا لإصابات وأمراض مزمنة نتيجة هذه التجارب فقد وصل إلى عشرات الآلاف إن لم يكن المئات.
في 15 غشت 1945 استسلم الإمبراطور الياباني هيروهيطو مما أدى إلى نهاية تدخل اليابان في الحرب العالمية الثانية وكذلك الحرب مع الصين وبذلك أمرت الحكومة اليابانية بتدمير الوحدة 731 لإزالة كل الأدلة التي تشير إلى وجودها فأمر الجنرال إيشي بإعدام ما تبقى من السجناء وتم احراقهم وتم دفن أطراف البشر والجثث المحتفظ بها  في المختبرات ولما تم تدمير المخيم تم إطلاق المئات من الفئران المصابة بأمراض مميتة والتي أصابت المناطق المجاورة للسجن في الصين وأدى ذلك إلى موت آلاف الأبرياء خلال السنوات الثلاث التي تلت تدمير المخيم.
مع خسارة اليابان للحرب عرف الدكتور إيشي أنه ستتم محاكمته لجرائمه الشنيعة وسيكون الموت مصيره لا محالة فقام بتزوير وفاته وهرب من أجل تفادي المحاكمة،وفي سنة 1946 وجدته القوات الأمريكية ولم تتم محاكمته لأنه قدم للأمريكيين أبحاثه وتجاربه التي قام بها خلال الحرب أما بقية طاقم الوحدة 731 فقد جعلتهم الحكومة اليابانية يقسمون على حفظ كل تلك الأسرار والبعض منهم ممن هربوا إلى اليابان لم تتم متابعتهم من قبل العدالة أبدا أما الذين اعتقلوا في الصين فقد أعدموا.
بقلم:Yassin Assimi.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad