مدونة إلكترونية الهدف منها تقريب القارئ من مواضيع في مجالات مختلفة

اخر المواضيع

الجمعة، 24 فبراير 2017

أحداث غيرت مجرى البشرية-الحلقة1:القنبلة الذرية

إلى الزوار الأوفياء لمدونة ToutEnClic بالعربية،أولا أعتذر عن عدم النشر في الأيام الماضية نظرا لبعض الظروف التي لم تترك لي وقتا لكي أكتب مواضيع في المدونة فأتمنى أن تعذروني، الآن لقد قررت أن أبدأ لكم سلسلة من المقالات التي سيكون موضوعها عن بعض الأحداث التي غيرت مجرى البشرية،سأحاول أن أنشر على الأقل مقالا عن هذا الموضوع كل أسبوع ،هذا إلى جانب مواضيع أخرى في مجالات أخرى في ما تبقى من الأيام،وأتمنى أن لا تبخلوا علينا بتشجيعاتكم وتعليقاتكم إذا أعجبتكم هذه المواضيع.
مشروع مانهاتن Manhattan Projectالموضوع الأول في سلسلة "أحداث غيرت مجرى البشرية" سيكون عن القنبلة الذرية ،بالظبط خلال الحرب العالمية الثانية،كما تعلمون كانت القنبلة الذرية هي خاتمة الحرب العالمية الثانية فبعد أن استسلمت ألمانيا بقيت اليابان تقاتل بضراوة ولكن القنبلتين الذريتين اللتان رمتهما الولايات المتحدة الأمريكية في هيروشيما وناكازاكي كانتا الضربة القاضية بالنسبة لليابان الشيء الذي جعلها تستسلم،إلا أن هذا لم يكن التغيير الوحيد والنتيجة الوحيدة للقنبلة الذرية فقد تسببت في مجموعة من الأشياء التي غيرت البشرية عامة وهذا ما سأتحدث عنه في هذا الموضوع بحول الله.
في بداية الحرب العالمية الثانية في سنة 1939 لم يكن هناك أي شيء معروف باسم القنبلة الذرية،ولكن بالرغم من ذلك كان العلماء يعرفون ان تقسيم الذرة سيسبب في انفجار هائل،وهذا الإنفجار بإمكانه تدمير مدن بأكملها وتغيير مسار الحرب وميزان القوى في رمشة عين وهنا كان دور ألبرت أينشتاين الذي أتى بمجموعة من الأفكار والنظريات التي ستساعد العلماء في بناء القنبلة الذرية وعندما عرف أن إنشاء قنبلة كهذه ممكن بالفعل كان خائفا من ما سيفعله هتلر والألمان بها إن تمكنوا من صنعها أولا وهذا ما جعله يكتب رسالة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت يخبره عن هذه القنبلة وقدراتها الهائلة وكذلك إمكانية بنائها من طرف الألمان،وكنتيجة أعطى الرئيس الأمريكي روزفلت أوامره بإنشاء ما يسمى ب "مشروع مانهاتن Manhattan Project".
مشروع مانهاتن كان إسم برنامج البحث وإنشاء القنبلة الذرية،بطبيعة الحال لا يمكن تخصيص ميزانية كبيرة لمشروع أنشئ لتوه لذلك كان المشروع في بداياته صغيرا ولكن بعد أن أصبحت إمكانية بناء القنبلة تتضح ،بدأ المشروع يكبر شيئا فشيئا وبدأت الولايات المتحدة تستقطب علماء آخرين وتضخ موارد كبيرة لتتمكن من بناء قنبلة كهذه قبل أن يتمكن شخص آخر من بنائها والعديد من هؤلاء العلماء كانوا من أصول ألمانية.في نهاية المشروع كانت ميزانيته  قد وصلت إلى ملياري دولار واشترك فيه ما يصل إلى 200.000 عامل .
ليتل بوي
قنبلة ليتل بوي
في 16 يوليو 1945 تم تفجير أول قنبلة ذرية في التاريخ بنجاح في صحراء نيو مكسيكو وبذلك الوقت كانت ألمانيا قد استسلمت بالفعل،الإنفجار كان مكافئا لما يصل إلى 18.000 طن من متفجرات TNT،وأكد العلماء أن حرارة مركز الإنفجار كانت أكبر بثلاثة أضعاف من حرارة مركز الشمس.
العلماء المساهمين في المشروع كانوا فرحين بالإنجاز التاريخي الذي حققوه ولكنهم في نفس الوقت كانوا حزينين لأنهم كانوا يعرفون مقدار الدمار والخسائر التي ستتسبب فيها قنبلة كهذه،لما سمع الرئيس هاري ترومان عن نجاح المشروع قال "لقد صنعنا أقوى قنبلة في التاريخ والأكثر رعبا"،في ذلك الوقت الحرب في أوربا كانت قد انتهت عند استسلام ألمانيا واليابان هي الأخرى قد اقتربت نهايتها ولكنها رفضت الإستسلام ولذلك كانت الولايات المتحدة الأمريكية تناقش قرار غزو اليابان إلا أن قادة الجيش كانوا يتوقعون خسائر كبيرة في الجنود قد تصل إلى مليون قتيل من الجنود الأمريكيين وحلفائهم وهنا جاء الأمر من الرئيس ترومان بإلقاء القنبلة الذرية على اليابان عوض غزوها.
قنبلة Fat Man التي ألقيت على ناكازاكي
في 6 غشت 1945 قامت طائرة Enola Gay بقيادة الكولونيل بول تيبيتس بإلقاء قنبلة ذرية سميت ب "ليتل بوي" على هيروشيما-اليابان،كان وزن القنبلة يصل إلى 10 ألاف باوند وبطول 10 أقدام وكانت مصنوعة من اليورانيوم،القنبلة في لحظة إلقائها دمرت 4 أميال مربعة من مدينة هيروشيما وتسببت في مقتل ثمانين ألف شخص وعشرات الألاف ماتوا في الأيام التي تلت إنفجار القنبلة في هيروشيما نتيجة الإشعاعات السامة ولكن بالرغم من ما تسببت فيه القنبلة من الدمار والخسائر رفض الإمبراطور الياباني هيروهيطو الإستسلام،نتيجة لذلك بعد ثلاثة أيام من إلقاء القنبلة الأولى ألقت الولايات المتحدة قنبلة أخرى مصنوعة من البلوتونيوم في مدينة ناكازاكي تسببت في زيادة حصيلة الخسائر ب 40 ألف ضحية جديدة،وبعد بضعة أيام أعلنت اليابان استسلامها وانسحابها من الحرب.
بذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية أول بلد يستخدم أسلحة ذرية خلال الحروب ،وكان إلقاء القنبلتين على اليابان علامة لإنتهاء الحرب العالمية الثانية إلا أنه شكل في نفس الوقت بداية ما يسمى بالحرب الباردة.
القنبلة الذريةبغضون غشت 1945 العلاقات بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية كانت متوترة للغاية حيث انتهى لقاء بوتسدام الذي جمع الرئيس الأمريكي ترومان والزعيم الروسي ستالين وكذلك تشرشل قبل أربعة أيام من إلقاء قنبلة هيروشيما،اللقاء كان مليئا بالإتهام والإشتباه والتجريم  بين الأمريكيين والسوفيات لأن السوفيات كانوا يحتلون مساحة شاسعة من
شرق أوربا وكان ترومان ومستشاروه يأملون أن توفر لهم القنبلة الذرية التي امتلكوها حلا ديبلوماسيا مع السوفيات،ولذلك كان إلقاء القنبلة الذرية على اليابان خطوة للدخول في الحرب الباردة،ولكن ميزة التفوق في امتلاك قنابل كهذه لم يحتكرها الأمريكيون لمدة طويلة ففي سنة 1949 نجح السوفيات بصناعة قنابل ذرية خاصة بهم وابتدأ السباق نحو التسلح النووي بين قطبين يسيطران على العالم.
بقلم:Yassin Assimi.
إقرأ أيضا:

أحداث غيرت مجرى البشرية-الحلقة2:اختراع الديناميت.


هناك تعليق واحد:

Post Top Ad