ألفرد نوبل،ربما أول ما يتبادر إلى ذهنك عندما تسمع هذا الإسم هو جائزة نوبل أليس كذلك؟نعم بالفعل،ألفرد نوبل هو من أسس جائزة نوبل لمن يحقق إنجازات نافعة للبشرية ويساهم في تقدمها في مختلف المجالات كالعلوم أو السلام أو الفنون..ولكن من جهة أخرى ألفرد نوبل هو من جعل تفجير الأشياء ممكنا وهذا سيكون الموضوع الثاني في سلسلة"أحداث غيرت مجرى البشرية"،ما أتحدث عنه هو اختراع الديناميت ولا حاجة لذكر تأثير هذا الاختراع في البشرية جمعاء.ألفرد نوبل مخترع سويدي من مواليد سنة 1833 رغم أن ولد من عائلة فقيرة إلى أنهم أصبحوا ميسوري الحال بعد ذلك بفضل نجاح عمل والده في صناعة الألغام البحرية والتي كانت مطلوبة في ذلك الوقت بسبب الحرب،وتمكنوا من جني ثروة أكبر مما جنوا من الألغام البحرية بعد أن تمكن ألفرد نوبل من اختراع متفجرات الديناميت.
يعود أساس الديناميت إلى اختراع النتروغليسيرين،وهي متفجرات سائلة جد قوية تم اكتشافها لأول مرة من طرف العالم سوبريرو أسكانيو سنة 1846 عن طريق تفاعلات كيميائية تنتج سائلا ينفجر بقوة،هذه المادة-النتروغليسيرين-جد حساسة للصدمات ويمكن أن تنفجر في أي لحظة ولا يمكن توقعها نظرا للظروف المفاجئة التي يمكن أن تتعرض لها وبعد انتشار هذه المتفجرات تسببت في حوادث كثيرة نظرا لعدم استقرارها وأحد هذه الحوادث كان في مصنع امتلكه والد الفرد نوبل سنة 1864الذي كان معدا لإنتاج النتروغليسيرين، ولكن وقع حادث تسبب في انفجار المصنع وأودى ذلك بحياة الأخ الأصغر لألفرد نوبل،وهنا يأتي دور ألفرد نوبل الذي سعى إلى جعل هذه المادة مستقرة وهذا إلى جانب أنه كان ينجدب إلى تجربة المتفجرات ودراستها.
بعد عمل مضن وجهد كبير تمكن بغضون سنة 1866 من اختراع أصابع الديناميت انطلاقا من النتروغليسيرين وحصل على برائة اختراعه، وبذلك خلق متفجرات مستقرة ومن الممكن التحكم بها وآمنة بنسبة كبيرة،ولكن نيته لم تكن استعمال اختراعه كواحد من أفتك الأسلحة وإنما كان بغرض استخدامه في أعمال الحفر والبناء لأن استخدام الآلات في ذلك الوقت لم يكن ممكنا وشكل هذا المتفجر الجديد بديلا ممتازا لها لأنه سيمكن من تفجير أشياء مختلفة في رمشة عين ويمكن من استخراج خيرات الطبيعة بسهولة،وبعد أن تمكن ألفرد من تجربة هذا المتفجر وإثبات نجاحه أنشأ هو ووالده عشرات المصانع لإنتاجه وصناعته وتصديره وذاع صيته في جميع أنحاء العالم حيث كان في البداية مقتصرا على شركات البناء والحفر والتنقيب فقط إلا أنه سرعان ما أثبتت فعاليته في الحروب وشكل سلاحا فتاكا في يد من يمتلكه حيث جعل من الممكن محاربة العدو دون أن تقترب منه وأصبح مطلوبا من طرف الجيوش وتهافتت عليه الدول المتحاربة، ونتيجة لذلك جنى نوبل ثروة كبيرة من اختراعه إلى درجة أنه أصبح واحدا من أثرياء العالم.بالفعل حقق نوبل نجاحا كبيرا وهائلا في مجال عمله هذا شيء مفروغ منه إلا أنه ومن جهة أخرى كان حزينا ونادما لأنه عرف أن اختراعه سيعود بالضرر على البشرية أكثر من النفع الذي سيعود به إضافة إلى أنه لم يكن يعرف أن اختراعه سيستعمل في الحروب وتجارة الموت،وكتعبير عن اعتذاره وندمه خصص جزءا كبير من ثروته (ما يصل إلى 94 في المئة من ثروته الإجمالية)لإنشاء ما يسمى بجائزة نوبل سنة 1896 قبل وفاته،وتعطى لمن يحقق إنجازات تساهم في تقدم البشرية وتحسين العالم وقد أصبحت واحدة من أهم وأكبر الجوائز العالمية لأنه تمنحه شهرة كبيرة كما توفر له إمكانيات من أجل الإستمرار في مجال عمله وتمنح لعلماء ومبدعين في: الفيزياء، والكيمياء، والفيزيولوجيا، والأدب، والسلم العالمي. يتم منح هذه الجائزة في العاشر من ديسمبر من كل عام لمن يقوم بالأبحاث البارزة، أو لمن يستطيع أن يبتكر تقنيات جديدة، أو من يقوم بخدمات اجتماعية نبيلة. وتُعد جائزة نوبل أعلى مرتبة من الثناء والإطراء على مستوى العالم.
بقلم:Yassin Assimi.
إقرأ أيضا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق